العمق الاستراتيجي السعودي الأميركي: قيادة لا تنام ودبلوماسية تُصنع في صمت

الصحفي / احمد السريحي – الرياض
في لحظة فارقة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، جاء لقاء اليوم بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ليؤكد أن الشراكة السعودية الأميركية ليست مجرد تحالف عابر، بل علاقة متجذرة، تُبنى على المصالح المشتركة والرؤى المتبادلة للمستقبل.
لقاء يحمل رسائل كثيرة
اللقاء الذي جمع الرجلين اليوم لم يكن بروتوكولياً فقط، بل كان حافلاً بالمضامين السياسية والاقتصادية، وملامح التوجهات القادمة في ملفات المنطقة. فولي العهد السعودي لم يتردد في طرح ملفات ساخنة، من بينها ملف سوريا، حيث سعى لإقناع الجانب الأميركي برفع الحظر المفروض عليها، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى إعادة الاستقرار للمنطقة، وإدماج سوريا في محيطها العربي والدولي، بما يخدم الأمن الإقليمي ويمنع التدخلات الخارجية التي أرهقت الشعب السوري لسنوات.
قيادة لا تعرف النوم
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المعروف بصراحته، لم يُخفِ إعجابه بشخصية محمد بن سلمان، حين وصفه بأنه “قائد لا ينام الليل”، يعمل دون كلل أو ملل، ويتابع أدق التفاصيل في ملفات السياسة والاقتصاد والأمن. وأضاف ترامب خلال اللقاء: “محمد بن سلمان لا يُطلب منه شيء، بل هو من يطلب، ونحن ننفذ لأننا نعلم أن ما يطلبه يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي والعالمي”.
دبلوماسية الحزم والاحترام
المملكة اليوم، بفضل قيادة الأمير محمد بن سلمان، تمسك بزمام المبادرة في مختلف القضايا الإقليمية، وتفرض حضورها بقوة على الساحة الدولية. لم تعد المملكة تنتظر مواقف الآخرين، بل تبادر وتصنع التحولات، وتبني تحالفاتها وفقاً لمصالحها الوطنية العليا.
ولعل العلاقة مع الولايات المتحدة اليوم هي خير دليل على براعة ولي العهد في إدارة التحالفات الكبرى. فهو لا يكتفي بتحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية، بل يسعى لتعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية مسؤولة، تقود جهود الحلول لا الأزمات.
الحاسدون يموتون بغيظهم
ورغم النجاحات المتتالية التي يحققها ولي العهد، لا تزال بعض الأصوات تنتقد الدور السعودي في العالم، وتحاول التقليل من شأن العلاقة السعودية الأميركية. لكن الحقيقة أن هذه الأصوات لا تملك سوى الغيرة والضجيج، في وقت تمضي فيه المملكة بقيادتها بخطى واثقة، تفرض الاحترام وتكسب الإعجاب، حتى من أكثر القادة صرامة في العالم.
في النهاية، تبقى قيادة محمد بن سلمان نموذجاً للحنكة السياسية والجرأة المحسوبة، وتبقى المملكة العربية السعودية رقماً صعباً في المعادلة الدولية، شاء من شاء وأبى من أبى






